الثورُ المجنَّحُ في الحضارةِ الآشوريَّةِ قراءةٌ سيميائيَّةٌ
DOI:
https://doi.org/10.33282/abaa.v8i33%20-%2034.156الكلمات المفتاحية:
الثورُ المجنَّحُ، الحضارةِ الآشوريَّةِ، قراءةٌ سيميائيَّةٌالملخص
كلُّ منجز حضاري، نصٌّ إبداعي، وكلُّ نص مجموعة علامات . ومنحوتة الثور المجنح نص لا يعرف التوقف عند علامة، بل يمضي بإشاراته الحضارية إلى أفق أغنى، فعلاماته مفتوحة المديات، دائمة البث تتجه إلى آفاق تأويلية متنوّعة، وعلى المتلقي أن يجمع بين علامات هذه المنحوتة التي تنتمي إلى أنساق متباينة يجمعها نسق البحث عن الكمال، لكي يقرأ رسالتها الإعلامية. كلُّ منجز حضاري، نصٌّ إبداعي، وكلُّ نص مجموعة علامات . ومنحوتة الثور المجنح نص لا يعرف التوقف عند علامة، بل يمضي بإشاراته الحضارية إلى أفق أغنى، فعلاماته مفتوحة المديات، دائمة البث تتجه إلى آفاق تأويلية متنوّعة، وعلى المتلقي أن يجمع بين علامات هذه المنحوتة التي تنتمي إلى أنساق متباينة يجمعها نسق البحث عن الكمال، لكي يقرأ رسالتها الإعلامية. وقد قاربت هذه المنحوتة مقاربة سيميائية ، فالمنهج السيميائي من المناهج النقدية الحديثة. وهو واسعٌ سعة الثقافة، غني غنى المعرفة. وقد ارتبط بالحداثة التي ارتبطت هي أيضاً بالمناهج النقدية الحديثة؛ لقدرتها على إنتاج أُطر جديدة للمعرفة، بدلاً من الاستمرار في إنتاج تراكم معرفي، في أُطر نمطية استنفدت طاقتها. ومع هذا الزخم المعرفي الجديد والأصيل الذي أنتجته هذه المناهج، تغيرت نظرة الإنسان إلى الأدب والثقافة والأشياء وكل ما يحيط به، ولم يعُد بمقدوره أن ينظر إليها تلك النظرة القديمة، بعد أن تغيّرت رؤيته للعالم .
المراجع
2 () حضارة العرب ومراحل تطورها عبر العصور، د. أحمد سوسة، الجمهورية العراقية، وزارة الإعلام، بغداد، 1979: 156.
3 () ينظر: الروح الحامية (اللاماسو) في ضوء النصوص المسمارية والشواهد الأثرية، آمنة فاضل البياتي، رسالة ماجستير (غير منشورة) ، جامعة بغداد- كلية الآداب، 2001: 17.
4 () ينظر: الثور المجنح لاماسو رمز العظمة الآشورية، حكمت بشير الأسود، : 47.
5 () ينظر: الفكر الديني عند السومريين في ضوء المصادر المسمارية، مريم عمران موسى، أطروحة دكتوراه (غير منشورة) ، بغداد ، 1996، ص42.
6 () آثار بلاد الرافدين من العصر الحجري القديم حتى الغزو الفارسي، سيتون لويد، ترجمة : محمد طلب، دار دمشق، ط1، دمشق، 1993،
7 () ينظر: الروح الحامية (اللاماسو) في ضوء النصوص المسمارية والشواهد الأثرية، آمنة فاضل البياتي، رسالة ماجستير (غير منشورة)، بغداد، 2001 : 44-46.
8 () Benzel, K. et al (2010) Art of the Ancient Near East: A Resource for Educators. New York: The Metropolitan Museum of Art , P. 90.
وينظر: من ألواح سومر إلى التوراة، فاضل عبد الواحد علي، دار الشؤون الثقافية العامة، بغداد- العراق، 1989: 206؛ وحضارة العراق وآثاره – تاريخ مصور نيكولاس بوستغيت، ترجمة: سمير عبد الرحيم الجلبي، دار المأمون للترجمة والنشرـ بغداد، ط1، 1991: 110؛ والفن في العراق القديم، انطوان مورتكات، ترجمة وتعليق: د. عيسى سلمان وسليم طه التكريتي، مطبعة الأديب البغدادية، بغداد، د. ت: 408.
9 () وردت إشارات في الإرث الرافديني القديم تفيد شبه إلوهية اللاماسو ، إذ ((نجد العراقيين القدماء وخلال العصر البابلي القديم اعتادوا أن يقولوا: (فلتحمك اللاماسو) في معرض الدعاء للآخرين)) .
Harrak, A. Guardians of the Gate : The Assyrian Winged Colossi, P. 35.
يتضح أن اللاماسو مقدسة عندهم، فقد ((احتلت مكانة تحت مستوى الآلهة)) .
Green, A. Ancient Mesopotamia Religions lconography, In: Civilization of Ancient Near East, Vol. III , edited by: J. Sasson, New York, 1995, P.1847.
فاللاماسو ملاك حارس وناصر للبشر بمشيئة الآلهة الكبرى. أي أنها من الآلهة الثانوية في الفكر الديني الرافديني القديم . والحقيقة أن الإنسان الرافديني القديم كان يؤمن بعقيدة التفريد (Henotheism) الذي هو : ((مرحلة متوسطة بين الشرك والتوحيد، لأنه يتضمن الاعتقاد بوجود إله واحد دون منع الاعتقاد بالآلهة الأخرى، أي أن ظاهرة تعدد الآلهة تبقى جنباً إلى جنب مع عبادة إله معين يخصه القوم بالتكريم أكثر من غيره، بينما ينكر التوحيد وجود آلهة أخرى مع الإله الواحد، فالبابليون في زمن حمورابي مثلاً أفردوا للإله مردوخ مكانة خاصة بين الآلهة الأخرى فاحتل المركز الأول ومارس سلطاتها. وأفرد اخناتون عبادة خاصة بقرص الشمس (أتون) ورأى فيه مظهر الإله الواحد بينما احتفظ المصريون بإيمانهم بآلهتهم الأخرى. وانفرد الإله يهوه بعبادة خاصة عند العبرانيين زمن موسى وداود إلى جانب عبادة الأعمدة الخشبية والأماكن المرتفعة والأفعى والعجل الذهبي)) . آلهة فوق الأرض- دراسة مقارنة بين المعتقدات الدينية القديمة في الشرق الأدنى واليونان ، د. تقي الدباغ، مجلة سومر، وزارة الثقافة والإعلام، بغداد، مج 23، ج1-2 ، 1967: 103. وينظر : الفكر الديني القديم، د. تقي الدباغ، دار الشؤون الثقافية العامة ، بغداد، ط1، 1992: 23-26.
See: Kramer, Samuel Noah(1971) The Sumerians: Their History, Culture, and Character. Chicago: University of Chicago Press, PP. 126-129.
10 () ينظر: علوم البابليين، مرغريت روثن، تعريب وإيضاحات، د. يوسف حبّي، دار الرشيد للنشر ، الجمهورية العراقية، 1980: 46.
11 () نينوى، د. طارق عبد الوهاب مظلوم وعلي محمد مهدي، وزارة الإعلام- مديرية الآثار العامة ، دار الحرية للطباعة، بغداد، 1971: 21.
12 () مقدمة في تاريخ الحضارات القديمة- الوجيز في تاريخ حضارة وادي الرافدين، طه باقر، دار الشؤون الثقافية العامة، العراق- بغداد، ط2، 1986، ج1: 541.
13 () قوة آشور، هاري ساكز، ترجمة : د. عامر سليمان، المجمع العلمي، بغداد، 1999: 339.
14 () الإنسان في أدب وادي الرافدين، د. يوسف حبّي، منشورات دار الجاحظ، الموسوعة الصغيرة (83) دار الحرية للطباعة، بغداد، 1980 : 109.
15 () ينظر: تاريخ الفن القديم، د. شمس الدين فارس، ود. سلمان عيسى الخطاط، وزارة التعليم العالي والبحث العلمي، دار المعرفة، ط1، بغداد، 1980: 78.
16 () Luckenbill, D. D. (1926-1927), Ancient Records of Assyria, Chicago, Vol. I, text, 514, P. 186-189.
17 () الثور المجنح لاماسو رمز العظمة الآشورية، حكمت بشير الأسود، المركز الثقافي الآشوري، ط1، دهوك، 2011: 33.
18 () وظيفة الإبلاغ في الرسوم الجدارية العراقية والمصرية القديمة- دراسة تحليلية مقارنة، إيلاف سعد علي البصري، دار الشؤون الثقافية العامة، بغداد- العراق، ط1، 2008: 170-171.
19 () مقدمة في تاريخ الحضارات القديمة، طه باقر، ج1/540.
20 () Barnet, Sylvan. (2008) A Short Guide to Writing about Art. 9th ed. New Jersey : Pearson Prentice Hall, P.29.
21 () مفاهيم ورؤى نقدية في الخطاب التشكيلي، عبد الكريم الزهيري، دار كيوان للطباعة والنشر والتوزيع، دمشق، 2010: 91.
22 () إن فكرة الكائنات الأسطورية المجنحة في حضارات العراق القديم قد انتقل تأثيرها إلى الأخمينيين والحثيين والساسانيين ، فظهر عندهم الحصان المجنح.
23 () الحياة اليومية في العراق القديم – بلاد بابل وآشور، د. هاري و. ف. ساكز، ترجمة كاظم سعد الدين: دار المأمون للترجمة والنشر، ط2، جمهورية العراق- بغداد، 2010: 328.
24 () تاريخ الفن القديم ، د. شمس الدين فارس، ود. سلمان عيسى الخطاط: 77.
25 () البيان بلا لسان – دراسة في لغة الجسد، د. مهدي أسعد عرار، دار الكتب العلمية، ط1، بيروت- لبنان، 2007: 157.
26 () السياسة في علم الفراسة، محمد بن أبي طالب الأنصاري (ت 737هـ)، تحقيق: أحمد فريد المزيدي، دار الكتب العلمية، ط1، بيروت، 2005: 57.
27 () الفراسة عند العرب ، فخر الدين الرازي (ت 311هـ)، الهيئة المصرية العامة للكتاب،، القاهرة، 1982 : 155.
28 () كانت أكثر المنحوتات البارزة في وادي الرافدين ملونة في عهود انشائها، ثم فقدت ألوانها لسببين: أحدهما : بدائية الألوان، والآخر: الأحوال المناخية التي لا تساعد على بقاء الألوان كالرطوبة ، زد على ذلك تعرض المدن إلى النهب والحرق من قبل الغزاة ، خلافاً لما نراه في الرسوم الحائطية والمنحوتات البارزة الملونة عند المصريين القدماء . فوجودها في المقابر الملكية والاهرامات المحكمة الإغلاق ساعد على حفظها من التقلبات المناخية والغزوات. ينظر: تاريخ الفن القديم ، د. شمس الدين فارس، د. سلمان عيسى الخطّاط: 78.
29 () ينظر: شجرة العذراء يصوّرها أدب النخيل، توفيق الفكيكي، مطبعة الإرشاد، بغداد، 1962: 31-32.
30 () شجرة العذراء يصوّرها أدب النخيل: 29.
31 () موسوعة الفلكلور والأساطير العربية، شوقي عبد الحكيم، دار العودة، بيروت، ط1، 1982 :665.
32 () شجرة العذراء يصوّرها أدب النخيل، توفيق الفكيكي: 31.
33 () المصدر نفسه : 31.
34 () ينظر: أسرار بابل، ف. آ. بيلافسكي، ترجمة : أ. د. رؤوف موسى جعفر الكاظمي، دار المأمون للترجمة والنشر، ط1، بغداد، 2008: 191-192.
35 () ينظر: حضارة العراق وآثاره – تاريخ مصور، نيكولاس بوستغيت، ترجمة: سمير عبد الرحيم الجلبي: 110.
36 () اسطورة إنيانا عشتار، بوتيرو وكريمر، ترجمة: الأب البير أبونا، بغداد، 2005: 161.
37 () ينظر: تاريخ الفن القديم، د. شمس الدين فارس ود. سلمان عيسى الخطاط: 76.
((يتراوح عدد الطبقات في الزقورة بين ثلاث إلى سبع طبقات)). الوجيز في تاريخ العراق القديم، عبد القادر عبد الجبار الشيخلي، دار ومكتبة عدنان، ط2، بغداد، 2014: 266. وينظر: برج بابل، أندريه بارو، ترجمة جبرا إبراهيم جبرا، دار الحرية للطباعة، بغداد، 1980: 17. والحياة الروحية في بابل، الأب الدكتور سهيل قاشا، بين الحكمة، ط1، العراق- بغداد، 2013: 25-28.
38 () وادي الرافدين مهد الحضارة – دراسة اجتماعية لسكان العراق في فجر التاريخ، السير ليونارد وولي، تعريب : أحمد عبد الباقي، مكتبة المثنى ، العراق- بغداد، 1947: 66.
39 () ينظر: الأساطير في بلاد ما بين النهرين، صمويل هنري هول، ترجمة يوسف داود عبد القادر، دار الجمهورية، بغداد ، 1968: 19 . والطوفان في المراجع المسمارية، د. فاضل عبد الواحد علي، مطبعة جامعة بغداد، 1975: 23. وعقائد ما بعد الموت في حضارة بلاد الرافدين القديمة، نائل حنون، دار الشؤون الثقافية العامة، ط2، بغداد، 1986: 209. وسفر التكوين البابلي- قصة الخليقة ملحمة (حينما في الأعالي) ألكسندر هايدل ، ترجمة: سعيد الغانمي، منشورات الجمل، ط1، بغداد، 2007: 31-36.
40 () قاموس أساطير العالم، آرثر كورتل، ترجمة سهى الطريحي، دار النشر، نينوى- العراق، 1986: 8.
41 () Black, G. and Green, A. (1998) Gods, Demons and Symbols of Ancient Mesopotamia. England. P. 103.
وقد بلغت سطوة الثور المجنح على مخيلة الإنسان الرافديني القديم أن دخلت في أمثاله اليومية كالمثل المنقول ((عندما نجوت من الثور الوحشي هاجمتني البقرة الوحشية)). أدب الحكمة في وادي الرافدين، د. صلاح سلمان رميض الجبوري، مراجعة أ.د. فاضل عبد الواحد علي، دار الشؤون الثقافية العامة، ط1، بغداد، 2000: 107.
42 () معجم آلهة العرب قبل الإسلام ، جورج كدر، دار الساقي، ط1، بيروت، 2013 : 80.
43 () ينظر: أسطورة إينانا عشتار، بوتيرو ، ترجمة: الأب البير أبونا، بغداد، 2005: 125.
44 () Black and Green, 1998, P. 47.
45 () Van Buren, E. D. (1939), Symbols of the Gods in Mesopotamia Art. London. P. 76.
46 () الحياة اليومية في بابل وآشور ، جورج كونتينو، ترجمة سليم طه التكريتي وعبد برهان التكريتي: 107-108.
47 () Luckenbill. Vol. I, test 514, P. 186-189.
48 () حياة الصورة وموتها، ريجيس دوبري، ترجمة: د. فريد زاهي، دار المأمون للترجمة والنشر، ط1، بغداد، 2007: 55.