المراسلون والمعايير المهنية في التغطيات الإخبارية

الملخص

يقوم جوهر العمل الإخباري في القنوات الفضائية التلفزيونية على تقديم تغطيات إخبارية من شأنها إحاطة الناس بما يجري حولهم من أحداث ومواقف وآراء بهدف زيادة وعيهم السياسي أو الاجتماعي او الاقتصادي أو الثقافي وبالتالي دفعهم الى اتخاذ مواقف أو سلوكيات معينة على وفق ما يرغب به القائم بالاتصال في تلك الفضائيات . فالأخبار والتقارير الإخبارية بشكل عام تستخدم كمتغير نفسي للتأثير في الرأي العام ولا تقدم لمجرد الاطلاع أو الامتاع. لأجل ذلك تولي القنوات الفضائية التلفزيونية اهتماما خاصا بمراسليها ، رغبة منها في تحقيق قصب السبق الإخباري في تغطياتها وأن تكون لها كلمة الفصل في قراءة الأحداث وتثبيت وجهات نظرها الخاصة فيها . إدراكا لحقيقة التنافس الشديد بينها وبين فضائيات مماثلة تعمل في ذات النطاق .  ووسط هذا النشاط الإخباري يعمل مراسلو القنوات الفضائية العراقية تتجاذبهم الروح المهنية في معالجاتهم الإخبارية على وفق قواعد صحة الخبر ودقته وموضوعيته من جهة ومتطلبات العمل تحت إدارات إعلامية لها سياسات تحرير أو توجيهات صارمة وهم بين ذلك يعملون في بيئة سياسية وأمنية واجتماعية وحتى تشريعية ، تعيق حرية حركتهم الإعلامية وتحد من قدرتهم على إبداء الرأي والتعبير عنه بحرية تامة . وقد تبين من نتائج تحليل البحث ما يأتي :

ــ أن ترتيب أولويات الاهتمام للأحداث المتزامنة عند مراسلي القنوات الفضائية العراقية يكشف عن معيار مهني متقدم يضع في الاعتبار اهتمامات الناس ودرجة الإثارة والأهمية في المقام الأول . وفي معيار أفضلية القيم الإخبارية التي تجعل المراسلين يسارعون الى تغطية حدث ما ولايسارعون الى تغطية حدث آخر يجري في الوقت ذاته ، كشفت النتائج عن رؤية مهنية موضوعية لدى المراسلين تُراعى فيها درجة اهتمام الجمهور الذي يتطلع الى سماع أخبار تتصف بحداثة المعلومات عن أحداث مهمة تتعلق بأوضاعه السياسية أو الاقتصادية أو الأمنية .

ــ وعن التصريحات أو اللقم الصوتية والمقابلات التلفزيونية التي يقتبس بعض تفاصيلها الأكثر أهمية وإثارة المراسلون في تقاريرهم الإخبارية ذكر المبحوثون أن التصريح الأكثر أهمية في تغطياتهم الإخبارية هي تصريحات السياسيين وردود أفعالهم تجاه بعضهم البعض في المواقف المتأزمة حول قضية ما  .

ــ وفي اتجاهات التغطية الإخبارية أظهرت النتائج أن النسبة الأكبر من المبحوثين يميلون الى إجراء نوع من التوازن في التغطية بين الجانبين السلبي والإيجابي من القصة الإخبارية والميل الى جعل الجمهورهو الحكم وصاحب القرار في تحديد اتجاهات التغطية .

ــ كما كشفت النتائج أن الفضائيات العراقية تتبع سياسات تحرير مختلفة تنسجم مع مرجعياتها المؤسسية.

ــ وفي أساليب التغطية أظهرت النتائج اختلاف المبحوثين في أساليب إعداد تقاريرهم الإخبارية ولاسيما في تقنية ظهور الأشخاص الذين يبدأون إجراء المقابلات معهم ، وكذلك تفاوتوا في نسب تفضيلهم لظهور صور الأمكنة أو الوجوه أو مجاميع الناس .

ــ وبينت نتائج التحليل أن نسبا ًلا يُستهان بها من المراسلين يعمدون الى إخفاء لوغو قنواتهم حينما يعملون في مناطق ساخنة أمنيا ويتظاهرون بالانتساب الى قنوات أخرى

ــ وعن حرية اختيار موضوعات التغطية ، أظهرت النتائج أن المراسلين يتمتعون الى حد ما بحرية الاختيار وهذه الإجابة تعطي معنى أنهم في بعض الأحيان يتمتعون بها في مقابل أحيان أخرى لا يتمتعون بهذه . لكنهم في أحيان أخرى يظطرون الى تغطية أحداث لا قيمة لها .