الأنا والآخر في الخِطاب الدوغماتي

البنية المعرفية والانفعالية للشخصية التسلطية والتدميرية

المؤلفون

  • لؤي خزعل جبر قسم الإرشاد النفسي والتوجيه التربوي، كلية التربية الأساسية، جامعة المثنى، المثنى، العراق. https://orcid.org/0000-0002-2841-9933

DOI:

https://doi.org/10.33282/abaa.v15i62.1191

الكلمات المفتاحية:

التسلطيّة، التدميريّة، الدوغماتيّة، الخطاب

الملخص

الفيلسوف وعالِم النفس الاجتماعي Erich Fromm (1900-1980)، في كتابِهِ " الهروب من الحريَّة "، بيَّن أن المائِز بين " أنا " الشخصية التسلطية و " أنا " الشخصية التدميرية يتمثَّل بالموقِف من "الآخر"، إذ تعتمد الأولى (الأنا التسلطية) على الصيغة الاستعباديَّة الإخضاعيَّة، فالأنا هي السيد /المهيمن/ المتحكم / القوي، بينما الآخر هو العبد / الخاضع / المحكوم / الضعيف، وبقاءه ضروري لإدامة هذه الصيغة، في حين تعتمد الثانية (الأنا التدميرية) على الصيغة الإفنائيَّة الإلغائيَّة، فالأنا هي الوجود / القاتل / المدمِّر / الباقي، بينما الآخر هو العدم / المقتول / المدمَّر / الفاني، فمحو حضوره هو الضروري لإدامة هذه الصيغة، ومِن هاتين الصيغتين تنبثق كل التوجهات والممارسات العُنفيَّة المتطرفة التعصبية .

وفي عالَمٍ يموج بتلك التوجهات والممارسات، يكون الحفر في بنى هاتين الصيغتين ضرورة وجودية قصوى، ولاسيما أن تلك الصيغتين تمتدان إلى كل مفاصل الحياة، الشخصية والسياسية والاجتماعية والدينية والإعلامية والاقتصادية والأكاديمية، محولة العالَم إلى ساحات صراعات دموية، مُشوِّهَة للـ " الأنا " وقاتِلَةٌ للـ "آخر".

وقد عَملَ الباحثون على دراسة الديناميات النفسية – الاجتماعية لهاتين الصيغتين، إلا إنَّه لم تتم بحسب التتبع تقديم مقاربة توظف " الدوغماتية " كخطاب في استكشاف الجوهر البنيوي للصيغتين. وهذا ما تحاوِل هذه الدراسة انجازه.

وفي كتابِ " العقل المغلق والمفتوح: بحوث في طبيعة أنساق المعتقدات وأنساق الشخصيّة "، لعالِم النفس الاجتماعي Milton Rokeach (1918-1988) عمل على دراسة "العقلية الدوغماتية": نظام معرفي مغلق نسبيًا من المعتقدات واللامعتقدات، منظمة حول مجموعة مركزية من المعتقدات المتعلقة بغابيَّة وتهديدية العالم، ومجموعة وسطى من المعتقدات المتعلقة بالسلطة المهيمنة المطلقة، التي تنتج إطارًا لأنماطًا من اللاتسامح نحو الآخرين، تلك البنية التي عندما تتشكَّل كخطاب Discourse، تتسع وتتعمَّق وتُمأسَس، فتُذيب " الأنا " في " السلطة "، وتنفي " الآخر " ككينونة بشرية مستقلة مساوية، ليُصبِح – في النتاجات التواصلية الاجتماعية والإعلامية – مادَّةً للتطويع والترويع.

المراجع

Foucault, M. (1987). L'archéologie du savoir (S. Yafut, Trans.). Beirut: Centre Culturel Arabe.

Foucault, M. (2007). L'Ordre du discours (M. Sabila, Trans.). Beirut: Dar Altanweer.

Fromm, E. (2009). Escape from Freedom (M. M. Al-Hashemi, Trans.). Damascus: Syrian General Organization of Books.

Rokeach, M. (1954). The nature and meaning of dogmatism. Psychological Review, 61(3), 194-204. https://doi.org/10.1037/h0060752

Rokeach, M. (1960). The open and closed mind: investigations into the nature of belief systems and personality systems. Basic Books.

Rokeach, M., McGovney, W. C., & Denny, M. R. (1955). A distinction between dogmatic and rigid thinking. The Journal of Abnormal and Social Psychology, 51(1), 87-93. https://doi.org/10.1037/h0040666

التنزيلات

منشور

2023-12-28

إصدار

القسم

المقالات

كيفية الاقتباس

جبر ل. خ. (2023). الأنا والآخر في الخِطاب الدوغماتي: البنية المعرفية والانفعالية للشخصية التسلطية والتدميرية. الباحث الإعلامي, 15(62), 1-12. https://doi.org/10.33282/abaa.v15i62.1191

المؤلفات المشابهة

1-10 من 29

يمكنك أيضاً إبدأ بحثاً متقدماً عن المشابهات لهذا المؤلَّف.