دور برامج السحر والتنجيم في اشاعة الوهم والخرافة

الملخص

شهدت العقود الأخيرة من القرن العشرين ظهور القنوات الفضائية وانتشارها على نطاق واسع ، مما
أدى إلى تحول العالم قرية صغيرة مربوطة بشبكة اتصالات موحدة عبر الأقمار الصناعية والانترنيت،كما
تنامت قوة القنوات الفضائية ، وزادت المنافسة فيما بينها لاستقطاب المشاهدين. وقد ادى ظهور القنوات
الفضائية الى احداث تغييرات جوهرية في الدور المفترض للتليفزيون مما جعله محوراً للثقافة ورافداً
مهما لتنشئة المجتمع والتأثير في اتجاهات الافراد وقيمهم وفي صناعة الرأي العام ازاء القضايا المختلفة.
وتستهدف بعض البرامج التلفزيونية العوام من الناس في المنازل بحكم طبيعة مواضيعها، إذ يوجد الكم
الواسع من جمهور المشاهدين، الذين يستهلكون ويمتصون ما يعرض عليهم من الإنتاج الثقافي لتلك
القنوات الفضائية التي تداعب تطلعات فئات من المجتمع الى ايجاد حلول غيبية او سحريه لمشاكلهم
الاجتماعيه او اوهامهم النفسية. ووسائل الإعلام تسهم عبر رسائلها المختلفة في إحداث تغييرات في فهم
الجمهور واستيعابه للقضايا ألمختلفة ومن ثم توجيههم الى التعامل معها وإدراك مراميها ويمكن أن يظهر
هذا التأثير في السلوك . لذلك سعى هذا البحث لتحديد الاثار المعرفية والوجدانية و السلوكية بفعل مشاهدة
تلك القنوات التي تعرض برامج السحر والتنجيم تحت ستار من ايات القرآن أو ما تسمية بالطب النبوي
بالرقيا الشرعية أو المداوة بالإعشاب، وكذلك سعى البحث لمعرفة الاسباب التي تدفع الفرد العراقي الى
متابعه تلك القنوات، وأيهما أكثر تأثيرا في الجمهور العراقي وعلاقة المتغيرات الديموغرافية للمبحوثين
في موضوع التعرض لها ومدى الأشباعات المتحققة من ذلك. وقد استخدم الباحث المنهج المسحي الذي
يرمي الى جمع البيانات و المعلومات من المبحوثين معتمدا على استمارة استبيان صممت لتكون اداة رئيسة
لجمع البيانات. ومن خلال عينة متعددة المراحل وعددها ) 384 ( من مدينة بغداد ومن أهم النتائج التي
توصل اليها البحث هي:
أولاً: ان نسبة الجمهور العراقي من يشاهد برامج السحر والتنجيم منخفضة.
ثانياً: أن معظم الجمهور العراقي لا يعتقد بصحة ما يعرض في قنوات السحر والتنجيم والرقية
الشرعية.