النمذجة البشرية في الصحافة العراقية

(دراسة مسحية لموضوعات النمذجة البشرية لشهري آذار ونيسان لعام 2011)

الملخص

أثبتت الكثير من الدراسات أن القراء يتأثرون بالمعلومات التي ترد على لسان النماذج البشرية بدرجة تفوق تأثرهم بالمعلومات الأساسية، إذ صار من المألوف والسائد من النماذج البشرية، من له الرواج بفعل استخدام النمذجة البشرية في مختلف وسائل الإعلام ومنها الصحافة، وهذا يبين قوة الإعلام وقدرته على النمذجة والأسطرة، بعد رواج نظريات، مثل "نظرية التأثير المعتدل لوسائل الإعلام " أو "نظرية التأثير المحدود لوسائل الإعلام"، وكيف يمكن للمجتمع أن يبتعد عن الإيهام الذي تصنعه الكتابة الصحفية؟ وكيف يكون بمقدور الجمهور التمييز بين الواقعي والخيالي، الحقيقي والوهمي، في ظل سطوة وسائل الإعلام وهيمنتها؟

إن النمذجة البشرية كأداة واعية تندرج في إطار ما يسمى التأثير المباشر، أي النسق المفاهيمي الذي ينظم الأحداث والوقائع والمشكلات المتناثرة، ويربط بعضها ببعض، وثمة إجماع على أن الكتابة الصحفية عملية فكرية لا تتوقف عند وصف هذه الأحداث، وهذه المشكلات وإنما تحاول أن تصل إلى النمط الكامن وراءها لتكشف العلاقات الضرورية القائمة بين الوقائع وبين الأحداث والمشكلات التي تلازمها أو تسبقها، وحين يصوغها الصحفي ويكشف عنها في وسائل الإعلام بصياغة نمذجة بشرية ترتبط بحدث أو واقعة أو مشكلة ما  تثير انتباه القارئ، وتساعده على التواصل مع النص المكتوب، والكتابة من خلال النمذجة البشرية تدور في هذا الإطار وتقبل بهذه الأهداف والمسلمات، ولكنها تتيح فرصة توسيع نطاق الأهداف وتفسير المسلمات بطريقة تسمح بأن لا نفرق بين النماذج التي تستخدم في فن صحفي وآخر بمعنى أن النمذجة التي تستخدم في التقرير الإخباري هي نفسها في العمود والمقال والتحقيق، ولكن ثمة اختلافات جوهرية في طريقة توظيف النموذج وبحسب الواقعة أو الحدث أو المشكلة الذي يتم تناولهما في هذا الفن الصحفي أو ذاك والخاص بسلوك البشر، وارتباط الحدث أو الواقعة بهم بشكل مباشر أو غير مباشر، ورغم الوحدة العامة المبدئية، ثمة فروق أساسية في طرق الكتابة عن نموذج ما، لأن الصحافة عموما تعيش في ظل تيار النمذجة البشرية وفي ظلال النماذج المستمدة من الوقائع والأحداث، ومن ثم تستميل القراء ويقبلون عليها بدرجة تفوق تأثرهم بمعلومات الحدث نفسه.