دور التغطية الاعلامية للقنوات الفضائية العراقية في تشكيل اتجاهات الجمهور نحو الارهاب ( دراسة ميدانية لعينة من جمهور مدينة بغداد )
DOI:
https://doi.org/10.33282/abaa.v6i23.291الكلمات المفتاحية:
التغطية الاعلامية، القنوات الفضائية، العراقية، اتجاهات الجمهور، الارهاب، بغدادالملخص
تعد أعمال العنف من أخطر التهديدات التي تواجه المجتمعات كونها تمس كيانها الداخلي وتهدد أمن المجتمع وأستقراره، وتصنف كأحدى أنواع الأزمات الأمنية التي بدأت تظهر في المجتمعات العربية والإسلامية خصوصاً وفي معظم بلدان العالم عموماً، وتتسع دائرة خطر هذه الأزمة والتي من أخطر ظواهرها حالياً الإرهاب الذي تعاني منه جميع بلدان العالم، والذي بدأ التوغل في أعماق المجتمع بصورة أو بأخرى بدأً من الحرب العالمية الثانية التي دفعت إلى ظهور الحركات اليسارية في أوربا الغربية واليابان وفرنسا وإيطاليا وغيرها من البلدان نتيجة ظهور أفكار وإيديولوجيات تهدف إلى التغيير السياسي خصوصاً مع نهاية ستينيات القرن العشرين التي شهدت نمواً لظاهرة الإرهاب وامتداد تأثير هذه الظاهرة ونمو الجماعات الإرهابية التي امتدت أنشطتها خارج حدودها الوطنية مما أدى إلى اتساع نطاق الإرهاب في ما يعرف بالإرهاب الدولي .
وبدأت العمليات الإرهابية تظهر في المجتمعات العربية والإسلامية من حين لآخر، إذ يشهد العالم العربي تنامي ظاهرة العنف والإرهاب وتعدد منظمات العنف السياسي الديني التي تختلف عن غيرها من التيارات العنيفة في المناطق الأخرى من العالم.
ويعظم خطر العمليات الإرهابية إذا كانت تنطلق من توجهات فكرية أو مصالح اقتصادية تخدم فئة معينة وتتسع دائرة تأثيرها على أفراد المجتمع بحيث تزهق فيها أرواح بريئة وأنفس معصومة وتتلف بسببها الممتلكات الخاصة والعامة وتنشر الرعب والهلع في المناطق التي تنشط فيها، وتؤدي هذه الأعمال الإرهابية إلى زعزعة الأمن والاستقرار وانتشار الرعب والخوف في نفوس الأفراد وتتسبب في سقوط أعداد كبيرة من الضحايا الأبرياء .
الإرهاب: المفهوم :
تتولد وفي ظل البيئة العالمية الحالية أشكال عديدة للعنف أهمها الآن هي ظاهرة (الإرهاب)؛ هذه الظاهرة التي طغت بشكل واضح وملحوظ في عصرنا الراهن، ويعكس واقع تطور ظاهرة الإرهاب إشكالية الخلط بين الأعمال الإرهابية وبين أستخدام القوة المسلحة للدفاع عن النفس والنضال الوطني وسياسات الإكراه السياسي والاقتصادي، وهي إشكالية كانت دائماً مثاراً للجدل بين الجهات المعنية بدراسة ظاهرة الإرهاب والتصدي لها سواء على المستوى الوطني أو الدولي، إذ لحد الآن لم تفلح الأمم المتحدة في إعطاء مفهوم محدد للإرهاب يتفق عليه المجتمع الدولي بشكل دقيق1.
وبعد أحداث 11 ايلول 2001 دخل مصطلح الإرهاب إلى دائرة الضوء مرة أخرى وأكتسب بعداً دولياً وأصبح محور الحديث في وسائل الإعلام العربية والأجنبية كافة ومحوراً لتعليقات السياسيين؛ كما أثارت مجدداً الاهتمام بمتابعة هذه الظاهرة نظراً لضخامة تأثير هذا الحدث واتساع حجم الخسائر المادية والبشرية والمعنوية التي مُنيت بها الولايات المتحدة الامريكية في ظل تشكيلها التحالف الدولي لمواجهة الإرهاب استناداً إلى قراري مجلس الأمن رقم (1368) في 12 ايلول عام 2001، والقرار رقم (1373) في 1 أكتوبر 2001 وما أدى إليه من تداعيات نتيجة إعلان الولايات المتحدة الأمريكية حربها على الإرهاب .
أن تحديد معنى كلمة الإرهاب ليس بالبساطة التي يوحي بها ظاهر الكلمة بعد أن كثُر استخدامها في وسائل الإعلام، ذلك أن الإرهاب يتداخل مع معانٍ كثيرة كالصراع والجريمة والحرب والعنف، الأمر الذي ظهرت معه تعريفات عديدة للإرهاب منها ما أعتبره بأنه في شكله ومضمونه: نوع من أنواع العنف (المرضي) ويقترب في الكثير من صوره ودوافعه وأهدافه من السلوك الاجرامي؛ ويمكن تعريف (العنف) إنطلاقاً من أبسط معانيه الاجتماعية بأنه الاستعمال غير القانوني لوسائل القسر المادي أو البدني ابتغاء تحقيق غايات شخصـية أو اجتماعية أو دينية أو سياسية2.
وتم تعريفه بأنه "هو الممارسة المنظّمة لأعمال العنف بأشكالها ومستوياتها المختلفة (اغتيال، ترهيب، ترويع، تهديد، استخدام القوة، إلقاء متفجرات ...) والتي تصيب أياً كان من أفراد الشعب الآمن مما يؤدي إلى حالة من عدم الإحساس بالأمان والطمأنينة والاستقرار وزيادة مشاعر التوتر والقلق فينجم عن ذلك حالات من الخوف الجماعي كرد فعل لتلك الأعمال الإجرامية المنظمة والمخططة"3.
كما تم تعريف الإرهاب بأنه: "العنف الذي تمارسه جماعات تساندها دول معينة ويستهدف أفراداً وجماعات لغرض ترويعهم سياسياً وأجتماعياً واقتصادياً بهدف تحقيق غايات هذه الجماعات بغض النظر عن توافقها أو عدم توافقها مع غايات وأهداف المجتمع التي تدور فيه أحداث العنف4
وقد خلصت أغلب التعريفات إلى أن الإرهاب هو: "عنف منظم تمارسه جماعة منظمة يهدف إلى خلق حالة من التهديد العام الموجه إلى دولة أو جماعة سياسية معينة لتحقيق أهداف سياسية أو غير سياسية وإن كان الإطار السياسي هو الذي تتم فيه موجة العنف"5.
المراجع
2 - حسن علوان، موضوعة الارهاب في الفضائيات العربية، اطروحة دكتوراه غير منشورة، الأكاديمية العربية المفتوحة في الدنمارك، 2008.
6- هويدا مصطفى، دور الفضائيات العربية في تشكيل معارف الجمهور واتجاهاته نحو الإرهاب. اتحاد إذاعات الدول العربية، سلسلة بحوث ودراسات إذاعية، 63، تونس، 2008.
7- السيد بهنسي حسن .استخدام نموذج الاهتمام ودوافع المشاهدة في اتخاذ القرارات الخاصة بتقييم موضوعات برامج الأطفال في التلفزيون المصري، مؤتمر الطفل المصري بين الخطر والأمان ، جامعة عين شمس ، 1995 .
8- . جان ميران كرم. الاعلام العربي الى القرن الحادي والعشرين ، دار الجيل بيروت ، 2002 .
9- حسن السوداني : أثر العرض البصري القائم على خصائص الصورة التعليمية التلفزيونية في عملية التعرف لدى طلبة كلية الفنون الجميلة : رسالة دكتوراه غير منشورة – جامعة بغداد ، 1996.
7- ملفين ل. ديفلير، ساندرا بول روكيتش، نظريات وسائل الإعلام، ترجمة: كمال عبد الرؤوف، القاهرة، الدار الدولية للنشر والتوزيع، 1994.
8- نزها الخوري، أثر التلفزيون في تربية المراهقين، دار الفكر اللبناني، بيروت، 1997.
9- محمد شومان. إشكاليات في مسار تطور إعلام الأزمات والكوارث. المجلة المصرية لبحوث الرأي العام. كليةالإعلام، جامعة القاهرة، العدد الثالث، 2001.