التلفزيون وتوعية الشباب الجامعي بتحديات الهوية الثقافية في العراق دراسة ميدانية لعينة من طلبة جامعة بغداد

الملخص

يمارس التلفزيون دوراً فاعلاً في بناء الثقافة العامة للمتلقين، الأمر الذي يدعو إلى تأكيد مهمته المعاصرة في إعادة بناء القيم المساندة للتطوير والتحديث في المجتمعات المتنوعة، وتلزم مثل تلك الأهمية المعنيين بضرورة تقصي نواحي مواجهة تحديات الغزو الثقافي، الذي مازالت تعاني منه المجتمعات الإسلامية، لاسيما أن الإنفتاح الفضائي، الذي كانت له عوائده الحضارية للمجتمعات، أنتج في المقابل مجالاً لحلول القيم البديلة وممارسات التضاد في ثقافات  تلك المجتمعات وتقاليدها، في خضم عملية صراع نفسي/ إجتماعي خلّف منظومة تصادم مع خصوصيات المجتمعات الإسلامية، وهوياتها الثقافية.

من تلك المنطلقات، ولكون الجامعات تعد مسرحاً مهماً للإعلان عن مطالب دعاة التغيير، والوصول الى المطالب في المجتمعات المتنوعة، ممن يسعون بشكل متواصل إلى فتح قنوات إتصال مع طلبة هذه الجامعات لدعم تلك الدعواة، والإنطلاق بها إلى الشارع لعوامل سياسية وثقافية وإجتماعية وحتى نفسية، من دوافع عدة، تأتي دراستنا الميدانية (التلفزيون وتوعية الشباب الجامعي بتحديات الهوية الثقافية في العراق)، لتبحث في دور التلفزيون في العراق في مجال مواجهة التحديات الثقافية التي صارت تشكل خطراً على الهوية الثقافية والإسلامية للمجتمع بشكل عام، وفئة الشباب منه بشكل خاص، عن طريق التوعية بمخاطر هذا الغزو الثقافي على خصوصيات هويتهم.