مقاربة سيميو أتصالية للتصویر الرمزي الصوفي (الشیخ والمرید أنموذجا)
DOI:
https://doi.org/10.33282/abaa.v8i33%20-%2034.141الكلمات المفتاحية:
الإتصال الروحي، الخطاب الصوفي، مقاربة، سيميو أتصالية، التصویر الرمزي، الشیخ والمرید أنموذجاالملخص
اختص البحث بدراسة "الإتصال الروحي في الخطاب الصوفي، مقاربة سيميو اتصالية للتصویر الرمزي الصوفي -الشیخ والمرید- أنموذجا" عني البحث بالإطار المنهجي بعرض مشكلة البحث التي تمحورت بالتساؤل التالي: فیمَ یتجلى الاتصال الروحي في الخطاب الصوفي؟ وما أبعاده الدلالية والاتصالية من خلال التصویر الفني الصوفي؟ تأتي أهمية البحث من اهتمامه بإرساء أسس علمية لمعرفة الخطاب الصوفي والكشف عن أبعاده الرمزیة والدلالیة من خلال التصویر الفني الصوفي، وقد اقتصرت حدود البحث على المدة الزمنیة الممتدة بین القرنین الثالث عشر والرابع عشر ميلادي والمتمثلة بالمدرستين، مدرسة بغداد والمدرسة الصفویة من خلال النماذج المصورة، قمنا من خلاله بتحليل عينة البحث والتي بلغت (5) أعمال تصويرية تم اختيارها بصورة قصدية وللفترات التاريخية المعينة في حدود البحث وهذه الأعمال هي (لوحة: الشيخ الصوفي يلقّن مريديه وحدة الوجود ويحثّهم على الفناء في الله، ولوحة الشيخ صنعان يقع صريعا أمام مريديه، ولوحتان من رسائل إخوان الصفا وخلّان الوفا"الحكماء والمريدون"، ولوحة كم توحي أوراق الشجر الأخضر للإنسان الفطن بعبرات وعظات تدله على وجود الله، وهي تمثّل مشهدا من مشاهد مخطوطة منظومة العروش السبعة "هفت أورانج" للمتصوف الشاعر الكبير نورالدين عبدالرحمن الجامي) وتوصلنا من خلال التحليل وفق نموذج وطریقة لوران لجیرفیرو، ونموذج مربع غريماس السيميائي، إلى جملة من النتائج التي أجابت عن أسئلة المشكلة.
المراجع
توصلنا إلى جملة من النتائج استنادا إلى ما تقدم من تحليل عينة البحث الحالي، وهي كما يأتي:
احتلّ الإتصال الروحي أهمية بالغة في التجربة الصوفية، من سعي المتصوفة إلى بلوغ مقامات عليا تقربهم من الله عزّوجل، والتي بدورها تكشف النقاب عن ممارسات إتصالية روحية تختلف كل الإختلاف عن الممارسات الحسية بالإعتماد على وسائل إتصالية خارقة لا يفهم طريقة استخدامها إلّا الصوفي الواصل.
ساهم التنوع الفكري والروحي لدى المتصوفة في إثراء أشكال الإتصال الروحي في الخطاب الصوفي، وذلك بإتباع كل طريقة صوفية لشكل من هذه الأشكال ساهم في تميّز طريقة صوفية عن باقي الطرق.
ارتبط الإتصال الروحي في الخطاب الصوفي بمفهوم الرمز، وذلك سعيا من المتصوفة لإعطاء صفة التميّز لتجربتهم الروحية، ولا يمكن لأي شخص خارج المنهج فهم معاني هذا الإتصال إلّا بالانفصال عن ملذات الدنيا، وإتباع منهج السالكين.
شكّل الخطاب الصوفي تنوعا فكريا وإبداعيا متشعب المعالم، فتارة يكون خطابا دينيا، وتارة يكون خطابا إبداعيا، وتارة أخرى يكون خطابا سرديا ووصفيا وهذا التنوع بدوره يعد ميزة تجعله يتميّز عن باقي الخطابات الدينية الأخرى.
يتسم الخطاب الصوفي بالسمة الرمزية والدلالية من خلال تعدد أنساقه البصرية وغير البصرية، وبالتالي صار كل شيء في تجربتهم الروحية يشكّل رمزا ودلالة.
أضفت المنظومة الرمزية للتصوير الرمزي الصوفي، معاني دلالية بالغة الأهمية، ارتبطت بالقصة الصوفية لتترجم المعاني النصية إلى معاني بصرية ليكمّل كلا منهما الآخر.
استطاع الفنان الصوفي أن يدافع من خلال التصوير الرمزي عن العقيدة الروحية الصوفية على غرار الشعر والنصوص الصوفية المختلفة.
أكّد الفنان الصوفي من خلال المشاهد المصورة محل البحث أن يكشف دلاليا عن تلك العلاقة الروحية القوية التي تجمع بين الشيخ والمريد، فبالرغم من وقوع الشيخ في الزلل على غرار ما كشفت عنه اللوحة رقم 02 محل البحث إلّا أن الولاء الروحي للشيخ يبقى من الأمور المقدسة للمريد.
اهتم التصوير الرمزي الصوفي بالمعطيات التي من شأنها خلق حيز إتصالي في الأعمال التصويرية، بخلق عنصر الحركة والتنوع الاتصالي الثري .